برنامج تيار طريق التغيير السلمي في سوريا
برنامج تيار طريق التغيير السلمي في سوريا
التقرير السياسي هو : مشروع (تقرير سياسي مكثف( مقدم إلى مؤتمر (طريق التغيير السلمي( ما سيرد هنا يتعلق بأهم المستجدات في موقفنا والوقائع الأساسية التي استندنا عليها في ذلك، ونعني بالمستجد ما لم يرد سابقا في مشاريع الوثائق السابقة التي أعددناها في محاولاتنا لعقد مؤتمرنا.
أولاً: في الوقائع الرئيسية الجديدة
-1- الجبهة الفاشية هي الخطر الرئيسي في الصراع والأزمة وجاءت بها مجمل الشروط السورية في التاريخ والبنية والتركيبة الاجتماعية والطريقة والنهج التي قاد بها النظام الوطن على مدى عقود،وتأثيرات موجة الصراع العنيف والفاشي التي قادتها حركة الأخوان المسلمين قبل اكثر من ثلاثين عاما،ثم الجسد الشعبي ذي الطابع المذهبي الأحادي الذي انطلق منه الحراك أواسط آذار\2011\ واتضاح استعداده ليكون بيئة حاضنة لموجة إسلامية جديدة (مرتدة)في سوريا،وشبيهة أيضا لموجة الربيع العربي في طابعها العام،فغدا الجامع ويوم الجمعة، والشعارات الرمزية الإسلامية التحريضية،وكذلك الشعارات الطائفية،مداخل وبيئة فعل لمجمل الفصائل والمسميات الإسلامية القديمة(الأخوان المسلمين وحزب التحرير)والجديدة في إطار(الوهابية والسلفية الجهادية)وكان الشرط الخارجي الإقليمي مساعدا جدا في ذلك بأدوار خاصة ووظيفية أيضا في تنفيذ استراتيجيات وخطط أمريكية- غربية- صهيونية تستهدف بصورة مركزية التدمير الشامل في سوريا كحلقة جيوسياسية (خاصة)وهامة،وتستهدف (إسقاط النظام السوري)بالتغاضي عن الوسائل والأطراف،وعمن سيملأ الفراغ ،فكلها قضايا قابلة للحل بعد إنجاز الهدف المركزي وذلك بعملية تصفية حسابات سياسية، وتغيير جذري في السياسات،نذكّر بدور السعودية وقطر وتركيا بصورة خاصة.
لم يبق أحد في سوريا من القوى والتيارات والنخب الفكرية والسياسية التي قالت بالثورة والشرط الثوري(قومية وماركسية وليبرالية) إلا واشتغلت بكل طاقتها عل قيادة الحراك الشعبي الذي انطلق "ربيع"\2011\،مارست كل "الثقافة الثورية"،تواطات مع الحراك الشعبي في أعماق القاع،جاملته حتى حدود الذوبان،مضت إلى الجامع ورددت نفس الشعارات، تواطأت مع العنف المبكر وبررته بشتى الأسباب، وعلى الرغم من ذلك كانت تلك التيارات تتراجع بتأثيرها الضعيف حتى انطفأت، وتحول قسم كاسح منها إلى ما يشبه لسان الحال السياسي والثقافي للإسلام السياسي الفاشي بشتى مسمياته، وتحولت إلى مروّج ومبشر لدور العامل الخارجي التدخلي،وهكذا كانت الشروط بمجملها وسياقها وتدخلات الأطراف الفاعلة تعمل بوضوح شديد على تقدم نفوذ جبهة فاشية واسعة تقاتل النظام الذي كان يقف على خط التصنيف والطبيعة والنهج كنظام ديكتاتوري وقمعي،واستمر على هذا النهج باحتكار إدارة الأزمة على الرغم من استفحالها.
الجبهة الفاشية
الجبهة الفاشية التي نعنيها في سوريا هي جبهة (اجتماعية وإيديولوجية وفكرية وتنظيمية متعددة وسياسية وعسكرية) ولا تتمثل حصرا في الأصولية الإسلامية المتشددة وبيئتها الحاضنة، والتي تقف على رأسها مجموع التنظيمات السلفية والوهابية الجهادية، كل مرة الطرف المتنفذ فيها بين جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وداعش وعدد هائل من المجموعات المقاتلة بمسميات تتوالد وتفرخ يوميا،بل تشمل كل المسميات الإسلامية التي تحمل السلاح من الأخوان المسلمين إلى آخر مسمى مهما قدّم نفسه أو قدمه غيره بأنه عقلاني ومستنير، كما تشمل كل ظاهرة الجيش الحر الذي لم يكن سوى انشقاقات طائفية متنافسة ذاتيا، باعت نفسها للخارج بسرعة وبدون أي برنامج سياسي فمزقتها التنظيمات الإسلامية السياسية وابتلعتها،كما تضم هذه الجبهة الفاشية كل الأطراف المسلحة وفعالياتها السياسية التي باعت نفسها لأمريكا والخارج بأثمان بخسة،على رأسهم كل أولئك الليبراليين الخارجيين الذين سوغوا للإسلاميين سلوكهم ونهجهم وتعاونوا معهم ولا يزالوا بشتى الوسائل على الرغم من كل الادعاءات الأمريكية وأدواتها الكاذبة.
تلك الجبهة وقبل حوالي العام تقود الصراع والأزمة والوطن إلى الدمار الشامل، دمرت بصورة عميقة وخطرة جدا وتدمر واقع وحقيقة ومفهوم الوطن والشعب والدولة والوحدة الوطنية، دمرت وتدمر كل التراكم الإنساني والحضاري والقيمي والحريات الشخصية،وتحاول أخذ الوطن والشعب والدولة إلى أكثر البقع والمناطق السوداء الداكنة والبهيمية،وتقدمت بصورة جدية وواسعة وكارثية على الأرض، وهي بالنسبة لنا وللمستقبل المنظور في الأزمة الخطر الرئيسي والداهم من مختلف المنظورات على الوطن والدولة والشعب والمستقبل وقضية الإنسان،بالنسبة لنا لا خطر بعد خطر الفاشية فهي الحدود القصوى للخطر بالمعنى الموضوعي والذاتي، ولا علاقة لهذا بالموقف من النظام، أو بموقف النظام من الأزمة ومسؤولياته التاريخية والراهنة فيها،المقارنة في كل الميادين بدون استثناء تسمح لنا بالتأكيد على أن الجبهة الفاشية هي الخطر الرئيسي المركزي والداهم. وعندما نقول فاشية فنحن لا نستعير مصطلحا من التاريخ الأوروبي لنقيس عليه بدقة المصطلح، بل نستعيره ونستخدمه لأنه مصطلح يعبر معياريا عن الظاهرة الأكثر استثنائية في تاريخ النظام البورجوازي، والنظام البورجوازي يعبر عن نفسه بنظم ودول وتشكيلات متطورة أحيانا ومتخلفة أحيانا أخرى،وتقوده مراكز امبريالية لها قدرة هائلة على إدارة الظواهر والتناقضات،
وعندما غدت الفاشية ظاهرة ممنوع عليها الانتصار الآن في العالم الرأسمالي المتطور ، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنها ظاهرة موجودة بوضوح في العالم المتخلف،لها أشكال مختلفة من الإيديولوجيات الشمولية العنيفة، إيديولوجيات ترتبط بالمقدس الديني بكل ثقله القديم ، بكل قوة الظاهرة الحلولية المتعصبة محل "الإله" في الفهم والتفسير والعقوبة حتى الموت، أو الإخضاع المطلق لثقافة ووعي ومفاهيم مغرقة في التخلف واللاوعي المنفلت على المقدس واستخدامه ضد الآخر بالتغاضي من يكون،
إن مصطلحات مثل المجموعات الإرهابية التكفيرية،أو الأصولية الإسلامية المتعصبة، أو الإرهابية ليست دقيقة وليست كافية،ويجري استخدامها من منظورات براغماتية سياسية تسمح بتكتيكات مختلفة تجاهها،تسمح بازدواجية المعايير(وهذا ما تفعله الإدارة الأمريكية والغرب ولا يزالون)وبالمقابل لا تسمح بتعبئة الرأي العام،خاصة الأوروبي منه بصورة صحيحة،لا تسمح بتحفيز وجدانه ووعيه الحقيقي تجاه ظاهرة الفاشية التي اختبر ويلاتها.
-2- الجبهة أوالصف الأمريكي الخارجي)حليف صريح وخطر للجبهة الفاشية في الداخل: لم يتوقف الأمر في مسألة العامل الخارجي ودوره في الأزمة السورية عند حدود التدخل بأشكاله المختلفة،أو الدعم اللوجستي المتنوع لما يسمى"بصف الثورة في سوريا" أو فتح الحدود كاملا من جهة تركيا لعمل أي شيء يمكن عمله في سوريا،أو عند حدود العقوبات والحصار وخلق شروط مادية ومعيشية ضاغطة لا تطاق،أو تشجيع الهجرة واللجوء والاستغلال السياسي والانساني لمجموع اللاجئين، بل تجاوز الصف الأمريكي- الغربي- العربي الخليجي- التركي كل شيء من البداية،ومن البداية غذى وحرض وقوى الاتجاهات الأكثر تطرفا في سوريا، كانت أمام عيونه تقوى بوتائر سريعة، ومع ذلك أصر ذلك الصف الأمريكي على استراتيجيته ووسائله وأهدافه المركزية في سوريا ولا يزال حتى اللحظة(تدمير سوريا، وإسقاط النظام) .
وعلى الرغم من كل التطورات الخطرة في العراق، وعلى الرغم من ادعاءاته تجاه(تنظيم داعش)في العراق وسوريا،وادعاءاته القديمة تجاه جبهة النصرة، لا يزال ذلك الصف يعمل بازدواجية معايير وقحة، لا يزال يدفع علنا بكل الأخطار الفاشية الممكنة نحو سوريا، بذلك نعتبر هذا الصف في خندق واحد مع الجبهة الفاشية،
وبشكل خاص يلفت انتباهنا الدور واللعب التركي والصهيوني مع هذه الجبهة ،يلفت نظرنا الوقائع والمطامع الاحتلالية في سوريا جنوبا وشمالا،وكل ذلك يزيد في سوية المخاطر التي يواجهها الوطن والشعب والدولة ،ويرفع في سوية التحديات والمهمات المرتبطة بها.
-3- المستجدات في جهة النظام: من الصعب الاعتبار أن هناك مستجدات هامة من جهة صف النظام، المستجد هنا هو تأكيد وإصرار على نهج النظام في احتكار إدارة الأزمة كما كان احتكار إدارة الوطن سابقا، إصرار على التفرد بالنهج والوسائل، إصرار على عملية التضييق وعزل القوى الوطنية المعارضة، إصرار على اللعب واستغلال تناقضات المعارضة بما فيها المعارضة الداخلية،إصرار على الوسائل العسكرية والأمنية بإهمال للجهد الوطني الداخلي المتعلق بالعملية السياسية والجهد الوطني التشاركي وهيئات العمل الوطني المشتركة، وتغييب أي حوار وطني داخلي بحدوده الدنيا،
كما أن النظام استغل بصورة واسعة تطور موقف فئات اجتماعية وشعبية واسعة من قضية الدولة والدور الوطني المركزي للجيش في الصراع، استغل ذلك في عملية انتخابات رئاسة الجمهورية بالمزيد من الإصرار على التكتيكات الذاتية والإصرار على ابتلاع الدولة ودورها والدور الوطني الإنقاذي للجيش ،كل ذلك للتأكيد على صحة نهجه ووسائله السابقة، والعمل فعليا على إعادة إنتاج ذاته إن أمكن، بينا الأزمة تتفاقم خطورة وكارثية،والوقائع على الأرض(عسكريا وجغرافيا وسياسيا وجيوسياسيا) تنذر بالخطر الأشد، وتشير إلى مسؤولياته الكبرى والأساسية فيما وصلت إليه بسبب إصراره على نهجه ووسائله وخططه، وعلى الرغم من كل ذلك وبالمقابل نحن ندرك أن جهد النظام والجيش السوري بخاصة هو الجهد الرئيسي والحاسم حتى الآن، كما الفعال والضروري في مواجهة الجبهة الفاشية وتدخلات الخارج، ونرفض أي حجة لإضعاف ذلك الدور،بل تجب تقويته، ونقدنا الدائم والموضوعي لصف النظام هو في هذا الاتجاه ضد الخطر الفاشي كخطر مركزي وداهم.
-4- أوضاع المعارضة الداخلية بخاصة: المعارضة الخارجية بدون أي استثناء، تعزف وتغني وترقص لحن الجبهة الفاشية الأصولية أساسا، تتواطأ معها وتسوغ لها استراتيجيتها وتكتيكاتها ومواقفها، لها نفس الأهداف المركزية،وإلى جانب ذلك هي أدوات بالمطلق في يد المركز الأمريكي الغربي السعودي التركي،الجديد عندها هو المزيد من التشدد والتبعية للفاشية الداخلية،والتبعية الوظيفية والأداتية لجهة الصف الأمريكي،وما يتعلق بما يسمى بالمعارضة المسلحة المعتدلة هي ادعاء وكذب أمريكي- غربي للمزيد من اللعب والازدواجية في المواقف والمعايير، إن بعض التلاوين والأصوات التي برزت داعية للحوار (الخطيب مثلا) ضعيفة الفعالية،وبحد ذاتها لم تراجع نفسها جديا ولم تراجع المفاهيم والمواقف التي انطلقت منها، ولا تزال خاضعة لضغوط الخارج بأشكال مختلفة.
إن الوضع في صفوف المعارضة الداخلية يعرف بعض المستجدات الهامة،لكن بعضها سيء بحد ذاته،فهو يضيف على التمزق والانقسام المزيد منه، ويضيف على الحساسيات وردود الفعل الشخصية والتنظيمية وتغييب عمليات التنسيق يضيف تراكمات سيئة، وذلك الوضع سمح ويسمح للنظام بالمزيد من اللعب على تناقضات المعارضة،هكذا حتى الآن لا وجود لمركز معارضة داخلي جدي وفعال،
والخطوة الوحيدة التي بدت إيجابية هي بدء عملية حوار بين هيئة التنسيق وجبهة التغيير والتحرير بسبب طلب مصري وربما غيره من الأطراف الخارجية،وليس بسبب مراجعة جدية من قبل هيئة التنسيق،انتهى الحوار بخطوة لها أهمية شكلية هي مذكرة تفاهم أولى وأولية على طريق تشكيل تحالف واسع،لكنها من زاوية المحتوى والمضمون هي متخلفة جدا عن الوقائع والمخاطر والتحديات والأولويات التي فرضتها الأزمة، وهيئة التنسيق لا تزال في إطار أساسيات موقفها ونهجها السابق واهتماماتها بإسقاط النظام والتحالفات الجدية مع ائتلاف الدوحة ومشابهاته،وليس خلق مركز معارضة داخلي،وليس عمل وطني وجهد داخلي وطني فعال،بل التركيز شبه المطلق على دور الخارج في العملية السياسية السورية.
بالطبع كان من المستحيل أن تمر مذكرة التفاهم بين الهيئة والجبهة على تلك الصورة التي شرحناها لولا وجود تطورات وانزياحات فعلية في مواقف بعض أطراف جبهة التغيير، وهذا ما جعل مهمتنا ودورنا حرجا وصعبا ومعقدا،بين الالتزام بمفهوم وحدة العمل الجبهوي البرنامجي،وحق التحفظ والنقد لكامل الخطوة، والتحفز الذي نضع أنفسنا فيه تجاه أي مذكرة تفاهم أخرى لتكون في المحتوى والشكل الصحيحين أو نكمل موقفنا أيضا في المحتوى والشكل لنكون على خط مختلف أكثر وضوحا وتحديدا تجاه الأولويات التي اتفقنا عليها في الوثيقة التأسيسية للجبهة(بشكل خاص تجاه الفاشية،وتجاه الصف الأمريكي،ومفهوم مركز المعارضة الوطني والجهد الوطني التشاركي،ودور الداخل والخارج في العملية السياسية)
-5- أهم المستجدات على الصعيد المجتمعي والشعبي:
اولا : يتركز الأمر في التطور الإيجابي الحاصل في وعي الكتلة الاجتماعية الشعبية الغالبية تجاه أهمية دور الدولة ودور الجيش السوري، كذلك الخوف والحذر من الحرب الأهلية والطائفية،والتراجع الفعلي في الاستعداد السابق لاحتضان الاتجاهات الأصولية الفاشية المتعصبة، كما تتزايد أشكال التدبر الذاتي للحاجات الأساسية في الأزمة، كما اصبحت إمكانات العمل السياسي والتنظيمي من قبل صف قوى التغيير السلمي أكثر توفرا وسهولة،وتظهر فعاليات ومجموعات نخب جديدة داخل تلك الكتلة المجتمعية ممن يمكن تصنيفها في إطار منظومة قوى التغيير السلمي فعليا.
ثانيا: المستجدات على منظومتنا المفاهيمية والسياسية والبرنامجية: وعلى ضوء تلك الوقائع المستجدات الأساسية، بشكل خاص ما يتعلق منها بطابع الصراع وأطرافه والمقارنة التاريخية بينها، والمخاطر والتحديات التي تواجه الوطن والدولة والشعب والإنسان، والخطر المتمركز عند الجبهة الفاشية بكل أطرافها وحليفها في الصف الأمريكي طرحنا ونطرح القضايا التالية:
-1- تتمثل المهمة المركزية والتاريخية في آن واحد بمواجهة وهزيمة الجبهة الفاشية على رأسها الأصولية الإسلامية، وكذلك مواجهة وهزيمة الصف الأمريكي – الصهيوني- التركي الذي يقف بكل صراحة وقوة ووضوح إلى جانب الفاشية لتدمير سوريا وتدمير الجيش العربي السوري وتحقيق مطامع هذا الصف الخارجي التدخلي والاحتلالي.
-2- من أجل ذلك طرحنا ونؤكد على ضرورة تشكيل جبهة اجتماعية شعبية سياسية واسعة لمواجهة الفاشية والخارج التدخلي الاحتلالي وإيقاع الهزيمة (العسكرية والسياسية والإيديولوجية والثقافية ) فيه،ويجب أن تضم هذه الجبهة كل الأطراف التي تعتقد بأولوية خطر الفاشية والخارج، بما فيها ضرورة وجود النظام، وضرورة العمل والاستمرار بدعوته إلى مثل هذه الجبهة بالتغاضي عن معرفتنا بطبيعته ونهجه ووسائل عمله، يجب تشجيعه إلى صيغ العمل الوطني المشترك وهيئات العمل الوطني المشتركة بنهج ديموقراطي تشاركي مختلف جذريا عن نهجه باحتكار إدارة الأزمة، ويجب تشجيعه وتحفيزه على بدء عملية حوار وطني شامل لإدارة الأزمة عبر حكومة وحدة وطنية فعلية يتم التوافق عليها وعلى برنامجها الإنقاذي بصورة تدريجية وعلى رأس تلك المهمات مواجهة الفاشية والخارج، وفي حال إصراره على نهجه وسلوكه وممارساته، فإن قضية تشكيل الجبهة الواسعة ضرورة لا تتوقف عليه وعلى ردود فعله أو على موقفه منها،هي ضرورة بحد ذاتها،بل ضرورة أعلى في حال إصراره على موقفه، وسنعمل كل من خندقه وبوسائله ونهجه من أجل هزيمة الفاشية والخارج وبوضوح شديد في الحقل العسكري والاجتماعي والسياسي والفكري الثقافي.
-3- الاستمرار الصريح في نقد النظام بصورة شاملة، وتصبح قضية التغيير الديموقراطي الجذري الشامل قضية مهمة في المستوى الثاني مقارنة بخطر جبهة الفاشية وقوى التدخل والاحتلال الخارجية. -4- التركيز على ضرورة وجود مركز معارضة داخلي وطني جاد،واضح في نهجه المعارض للفاشية والنظام،واضح في أولوياته البرنامجية في مواجهة وهزيمة الفاشية وقوى التدخل والاحتلال الخارجية، مركز قادر على لم شمل القوى التي تجمعها تلك المفاهيم الأساسية دون قمع أواستبعاد لأي منها،وهكذا شجعنا على الحوار مع هيئة التنسيق وعلى إنجاز خطوة مذكرة التفاهم على الرغم من محاولاتنا العديدة لتطوير المباديء والمفاهيم السياسية والبرنامجية فيها وفشلنا في ذلك، ومن ثم إبداء ملاحظاتنا النقدية التحفظية عليها، واستعدادنا في المستقبل القريب على اتخاذ موقف أكثر توافقا في الشكل والمحتوى،وأكثر وضوحا في تجميع القوى المعارضة المؤتمنة على مواجهة الفاشية والخارج، وليس القوى غير الواضحة في مواقفها ، او تلك التي تعول على دور الخارج وخاصة الأمريكي منه.
-5- نعتقد أنه حان الوقت للعمل الجدي على صيغ عملية في الواقع مع الكتلة الاجتماعية الغالبية،ومع مجمل الفعاليات التي يجب تجنيدها لهزيمة الفاشية والخارج بكل السبل المتاحة وعلى رأسها الهزيمة العسكرية،يجب العمل على تجاوز دورنا الثقافي والفكري والسياسي الهام والأساسي إلى دور عملي في حقل الممارسة المتنوعة الحقول والميادين بنهجنا ووسائلنا المستقلة على الرغم من محاصرة وقمع النظام لنا وللقوى المشابهة
التعليقات على الموضوع